التعليق السياسيبرامج زوبع

زوبع: 30 يونيو نكبة سياسية دمّرت مصر وأضعفت حضورها العربي

في الذكرى العاشرة لأحداث 30 يونيو، وصف الإعلامي الدكتور حمزة زوبع هذه الذكرى بأنها تمثل “نكبة سياسية” لا تقل فداحة عن نكسة 5 يونيو 1967. وفي حديث تحليلي شامل، أشار زوبع إلى أن ما جرى لم يكن حراكًا شعبيًا عفويًا، بل “مؤامرة مدبرة” خطط لها جنرالات في الجيش وأداروا المشهد من خلف الكواليس.

وأكد زوبع أن تأثير الانقلاب لم يقتصر على الداخل المصري، بل امتد ليطال المشهد العربي بأسره، مؤكدًا أن الشأن المصري يمثل ركيزة أساسية في استقرار المنطقة، وأن انكسار مصر انعكس على عموم العالم العربي.

وأضاف أن التدخلات الخارجية باتت واضحة في كثير من الثورات العربية، مؤكدًا أن هذه التحركات ليست عفوية، بل تُدار أحيانًا من قبل أجهزة استخباراتية إقليمية ودولية، ما يؤكد أن إرادة الشعوب كثيرًا ما تُسرق أو تُوظف لصالح أجندات أخرى.

وفي ما يخص الشأن الاقتصادي، أشار زوبع إلى أن مصر تواجه أزمات عميقة في البنية التحتية، وعلى رأسها ملف الطرق، حيث تم إنفاق مليارات الدولارات دون أن يشعر المواطن بتحسن ملموس. ولفت إلى أن تكلفة إعادة بناء الطرق بلغت أكثر من ملياري دولار، وهو رقم يثير التساؤلات حول أولويات الإنفاق العام.

وفي الملف الإقليمي، لفت زوبع إلى تراجع الدور المصري في القضايا العربية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر لم تعد قادرة على أداء دور الوسيط الفاعل، ما أفقدها الكثير من نفوذها التقليدي في المحافل الإقليمية والدولية.

وأكد أن هذا التراجع السياسي صاحبَه انهيار في المكانة الإقليمية، حيث فقدت القاهرة قدرتها على التأثير في القمم العربية والإسلامية، نتيجة ضعف القيادة السياسية وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية.

وفي السياق ذاته، أشار إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي، وغلاء المعيشة، ونقص الموارد الأساسية، ساهم في حالة من الاستياء الشعبي الواسع، وأدى إلى تآكل الرضا العام.

وعلى مستوى التأثير الإقليمي، أوضح زوبع أن تداعيات الانقلاب المصري انعكست سلبًا على عدد من الدول العربية، حيث ساهم في تأجيج الانقسامات وتكريس سياسات القمع، وجعل القرار السياسي المصري مرتهنًا لقوى خارجية، خاصة السعودية والإمارات، ما أدى إلى تراجع استقلالية القرار الوطني.

كما سلط الضوء على تفشي الفساد داخل المؤسسات الحكومية، مشيرًا إلى غياب الشفافية والمحاسبة، واستمرار تجاهل مطالب المواطنين، ما فاقم من حالة الغضب الشعبي.

وفي تناوله للملف السوري، أوضح زوبع أن إسرائيل تستغل الفوضى الداخلية لتنفيذ هجمات على الأراضي السورية، في ظل غياب أي رد فعلي من الحكومة السورية. كما تطرق إلى أهمية المنطقة العازلة التي تسعى إسرائيل إلى تثبيتها، وأثر ذلك على مستقبل الترتيبات الأمنية في المنطقة.

وأشار إلى أن دولًا مثل السعودية وتركيا وإسرائيل قد تجد مصالحها في انسحاب إيران من سوريا، ما يعكس تعقيدات العلاقات الإقليمية، ويؤكد أن الملف السوري بات ساحة لتقاطع المصالح بين قوى متعددة.

وتطرق زوبع كذلك إلى الدعم الأميركي المتواصل لإسرائيل، خاصة من خلال تزويدها بالذخائر والأسلحة، مؤكدًا أن هذا الدعم يساهم في تأجيج الصراع داخل قطاع غزة، ويعيق أي مساعٍ جدية لتحقيق السلام.

وفي ختام حديثه، حذّر زوبع من التضييق المتزايد على الإعلام الاجتماعي من قبل الأنظمة، معتبرًا أن حرية التعبير تتعرض لهجمة ممنهجة تهدف إلى إسكات كل من يناصر قضايا الشعوب أو يكشف الفساد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى